آخر الأحداث والمستجدات 

أسرة الإذاعة والتلفزين المغربي تودع الإذاعية المكناسية مليكة الملياني

أسرة الإذاعة والتلفزين المغربي تودع الإذاعية المكناسية مليكة الملياني

في يوم الجمعة، الموافق 04 غشت 2023، ودّعنا السيدة مليكة الملياني، الإذاعية الشهيرة، بحزن عميق من قبل مقربين لها، من بينهم الإعلامية صباح بن داود والإذاعية فاطمة أقروط، التي نشرت تغريدة على فيسبوك تنعى فيها الراحلة: "السيدة ليلى في ذمة الله، صوت الإذاعة الذي سيُفتقد بكل حزن وحداد."

السيدة ليلى، اسم اشتهرت به مليكة الملياني في مجال الإذاعة، وأصبح لقبها أشهر من اسمها الحقيقي. كان لها مسار فريد ومميز في عالم الإذاعة، بدأت فيه دون خلفيّة إذاعية مسبقة. وصادفتها فرصة للالتحاق بالإذاعة عندما صادفت إعلانًا للتوظيف بالصدفة، واستغلتها فورًا، وتركت وراءها مهنة التدريس لتبدأ مسيرتها في هذا المجال، وكان لها ما أرادت.

 

قبل أن تُشق طريقها في عالم الإذاعة، كانت مليكة الملياني، المولودة في عام 1939 في مدينة مكناس في حي "الحمام جديد"، تعبر عن مساندتها للثورة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي منذ سنوات دراستها في المدرسة الثانوية. كانت تنضم إلى التظاهرات التي تدعو لعودة المغفور له محمد الخامس من المنفى دون تردد. وبالرغم من التحديات والمخاطر، استمرت في نضالها الوطني الشجاع.

 

وُلدت في أسرة متوسطة، وقد حرص والدها على تعليمها القرآن واللغة الفرنسية أثناء تعلمها في المرحلة الابتدائية في مدرسة النهضة بالعاصمة الإسماعيلية. بعد تخرجها من المدرسة الابتدائية، انتقلت إلى الرباط لإكمال دراستها الثانوية في ثانوية محمد الخامس، وكانت تتنقل بدراجتها في مسعى للعلم والمعرفة.

 

بجانب نجاحها الأكاديمي والانضباط في الدراسة، كان لديها شغف وحماس للمشاركة في التظاهرات المناهضة للاحتلال الفرنسي. ولقد قادها حسها الوطني إلى تجاوز الحدود، فقد تطوعت مرة لنقل رسالة مؤيدة للوطن من طلبة وتلاميذ وأساتذة، ونجحت في تسليمها عندما كانت تلاحق بسيارتها من قبل الشرطة الفرنسية.

 

وكانت علاقتها بالصحافة تبدأ حين طُلِبَ منها التقاط صور للمعتقلين والمتظاهرين والمصابين المغاربة خلال التظاهرات المناوئة للاحتلال. نجحت في تقديم الصور إلى المسؤولين الذين أرسلوها بدورهم إلى الأمم المتحدة. لكن هذه الأفعال جلبت لها انتباه السلطات الفرنسية، ولذلك اضطرت لتسليم نفسها للسلطات لكي يتم الإفراج عن والدها الذي كان مسجوناً. وتم حكمها بالنفي لمدة سنة كاملة في قرية "المغاصيين" البعيدة عن مكناس بحوالي 40 كيلومترًا.

 

بعد فترة من النفي، عادت مليكة الملياني لتواصل تعليمها والتحصيل العلمي، وانتقلت للدراسة في مدرسة أم البنين في مدينة فاس. لكنها بعد ثلاث سنوات شعرت بأن مهنة المدرسة ليست هي التي تجدها فيها نفسها، فقررت تركها.

قرار مليكة هذا هو ما فتح لها الباب لدخول عالم الإذاعة. حين قابلت إعلانًا للتوظيف في الإذاعة الوطنية بالصدفة، قدمت طلبها واجتازت اختبارًا حول موضوع "نهضة المرأة المغربية"، وتألقت بصوتها واستطاعت جذب الانتباه عبر أمواج الإذاعة.

 

في بدايتها، اختارت لنفسها لقب "السيدة ليلى"، وهو اللقب الذي استمرت في استخدامه في برامجها الأولى. وعبرت عن حبها لاسم ليلى الذي أصبح المفضل لديها.

 

أصبحت السيدة ليلى أول صوت إذاعي يصدح في الخمسينيات، حيث قدمت برامج متنوعة وأثرت بشكل كبير على الواقع الإعلامي. منذ عام 1958، قادت برنامجا يستهدف الأسرة والنساء، ومن ثم قدمت برنامجًا آخر يدور حول حياة المرأة وعالمها. وكان ذلك البرنامج سببًا في كسبها ثقة النساء المغربيات واهتمامهن بمتابعة برامجها.

 

تُعتبر السيدة ليلى جزءًا من الجيل الأول للإذاعة الوطنية، ولعبت دورًا هامًا في دعم قضايا النساء وحل مشاكلهن خلال تلك الحقبة الزمنية المهمة.

 

تلقت مليكة الملياني العديد من الاعترافات والتكريمات على مسيرتها الحافلة. حيث تم تكريمها عدة مرات من قِبَل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومنظمات ومؤسسات أخرى. كان آخر تكريم لها من قِبَل شركة SNRT في المعرض الدولي للكتاب الذي أقيم في الرباط، وجرى التكريم برفقة زملائها الذين ساروا على خطاها في عالم التميز والتألق.

 

وبهذا، نودع السيدة ليلى الشخصية الإذاعية البارزة، التي ستظل أعمالها وإسهاماتها محفورة في ذاكرة المستمعين والناس، وستظل رمزًا للتحدي والشجاعة ودعم القضايا الاجتماعية وحقوق المرأة في المغرب.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-08-04 14:39:58

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك